الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن
.إعراب الآيات (57- 58): {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (57) وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلا الْمُسِي ءُ قَلِيلاً ما تَتَذَكَّرُونَ (58)}.الإعراب: اللام لام الابتداء (من خلق) متعلّق بأكبر الواو عاطفة (لا) نافية. جملة: (خلق السموات) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لكنّ أكثر الناس لا يعلمون) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (لا يعلمون) في محلّ رفع خبر لكنّ. (58) الواو عاطفة في المواضع الخمسة (ما) نافية (الذين) اسم موصول في محلّ رفع معطوف على البصير و(لا) زائدة لتأكيد النفي (المسيء) معطوف على (الذين)، (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته عامله تتذكّرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.. وجملة: (ما يستوي الأعمى) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (آمنوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (عملوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول. وجملة: (تتذكّرون) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (المسيء)، اسم فاعل من الرباعيّ أساء، وزن مفعل بضمّ الميم وكسر العين، وفي اللفظ إعلال بالتسكين بدءا من المضارع، فحقّ الياء أن تكون مكسورة، سكّنت ونقلت حركتها إلى السين قبلها- إعلال بالتسكين-. البلاغة: 1- فن الإلجاء: في قوله تعالى: (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ). وهذا الفن هو فن رفيع من فنون البلاغة، وهو أن يبادر المتكلم خصمه بما يلجئه إلى الاعتراف بصحته، وبهذا صح التحاقه مع ما قبله من الكلام، فإن مجادلتهم في آيات اللّه كانت مشتملة على أمور كثيرة من الجدال والمغالطة واللجاج والسفسطة، وفي مقدمتها إنكار البعث. وهو في الواقع أصل المجادلة ومحورها الذي تدور عليه، فبادر سبحانه إلى مبادهتهم بما يسقط في أيديهم، ويقطع عليهم طرق المكابرة والمعاندة، وهو خلق السموات والأرض، وقد كانوا مقرين بأن اللّه خالقها، وبأنها خلق عظيم، فخلق الناس بالقياس شيء هين، ومن قدر على خلقها مع عظمها كان ولا شك على خلق الإنسان الضعيف أقدر، وهو أبلغ من الاستشهاد بخلق مثله. والأولوية في هذا الاستشهاد ثابتة بدرجتين: إحداهما: أن القادر على العظيم هو على الحقير أقدر. وثانيتهما: أن مجادلتهم كانت في البعث وهو الإعادة، ولا شك أن الابتداء أعظم وأبهر من الإعادة. 2- التفنن وأسلوب الكلام: في قوله تعالى: (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَلَا الْمُسِي ءُ). حيث قدم سبحانه وتعالى: (الأعمى) لمناسبة العمى ما قبله من نفي العلم، حيث أتى قبله (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)، وقدم (الَّذِينَ آمَنُوا) بعد لمجاورة البصير ولشرفهم. وفي مثله طرق أن يجاور كل ما يناسبه كما هنا، وأن يقدم ما يقابل الأول ويؤخر ما يقابل الآخر، كقوله تعالى: (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ وَلَا الظُّلُماتُ وَلَا النُّورُ وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ) وأن يؤخر المتقابلان كالأعمى والأصم والسميع والبصير، وكل ذلك من باب التفنن في البلاغة وأساليب الكلام. 3- الالتفات: في قوله تعالى: (قَلِيلًا ما تَتَذَكَّرُونَ). العدول من الغيبة إلى الخطاب في مقام التوبيخ، يدل على العنف الشديد. الفوائد: 1- (ولكنّ) معنى لكنّ: الاستدراك، والتوكيد، والاستدراك، مثل: خالد كريم لكنّه جبان، والتوكيد، مثل: لو زارني خليل لأكرمته لكنّه لم يزرني. وهذا حرف من الحروف التي تدخل على الجملة الاسمية فتنصب الأول ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها، وهذه الحروف هي: (إنّ- أنّ- كأنّ- لكنّ- ليت- لعلّ). فأمّا (إنّ وأنّ) فحرفان يفيدان التوكيد، وكأنّ: تفيد التشبيه، ولعلّ للتوقع، وليت للتمني. 2- (ل) لام الابتداء مفتوحة، معناها التوكيد. ولا تدخل إلّا على الاسم أو الفعل المضارع، مثل: لخلق السموات والأرض، وإنّ ربك ليحكم بينهم. ودخول لام الابتداء على النكرة يجعلها صالحة للابتداء بها، مثل: لرجل قائم، كما أن لام الابتداء تجعل الخبر واجب التأخير، مثل: لزيد قائم، وتدخل على خبر إنّ، مثل: إنّ إبراهيم لمجتهد، ولا يجوز دخولها على خبر باقي أخوات إنّ، فلا يقال: لعل زيدا لقائم. 3- (الّذين) اسم موصول للجمع المذكّر العاقل مبنيّ على الفتح، يحتاج إلى صلة وعائد ومحل من الاعراب ومحله من الاعراب على حسب موقعه من الكلام. .إعراب الآيات (59- 60): {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (60)}.الإعراب: اللام المزحلقة للتوكيد (لا) نافية للجنس (فيها) متعلّق بخبر لا الواو عاطفة (لكنّ... لا يؤمنون) مثل ولكنّ... لا يعلمون. جملة: (إنّ الساعة لآتية) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا ريب فيها) في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ). وجملة: (لكنّ أكثر) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية. وجملة: (لا يؤمنون) في محلّ رفع خبر لكنّ. (60) الواو عاطفة (أستجب) مضارع مجزوم جواب الطلب (لكم) متعلّق ب (أستجب)، (عن عبادتي) متعلّق ب (يستكبرون)، السين حرف استقبال (داخرين) حال منصوبة، وعلامة النصب الياء. وجملة: (قال ربّكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ الساعة لآتية. وجملة: (ادعوني) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (أستجب لكم) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدعوني أستجب لكم. وجملة: (إنّ الذين يستكبرون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (يستكبرون) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (سيدخلون) في محلّ رفع خبر إنّ. البلاغة: المجاز والمشاكلة: في قوله تعالى: (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ). مجاز مرسل علاقته السببية، لأن الدعاء سبب العبادة. وفي قوله أستجب لكم مشاكلة، لأن الإثابة مترتبة عليها. وإنما جعلنا الكلام مجازا بقرينة قوله بعد ذلك (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي)، ويؤيد هذا المجاز حديث النعمان بن بشير عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة). وقرأ هذه الآية، وقول ابن عباس: أفضل العبادة الدعاء. .إعراب الآيات (61- 63): {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (61) ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (63)}.الإعراب: (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ اللّه (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان تقديره سكنا اللام للتعليل (تسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام... والواو فاعل (فيه) متعلّق ب (تسكنوا). والمصدر المؤوّل (أن تسكنوا..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل). الواو عاطفة (النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين المتقدّمين بالترتيب اللام المزحلقة، وعلامة الرفع في (ذو) الواو فهو من الأسماء الخمسة (على الناس) متعلّق بفضل الواو عاطفة (لكنّ... لا يشكرون) مثل ولكنّ.. لا يعلمون. جملة: (اللّه الذي) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (جعل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (تسكنوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: (إنّ اللّه لذو فضل) لا محلّ لها في حكم التعليل. وجملة: (لكنّ أكثر) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه لذو... وجملة: (لا يشكرون) في محلّ رفع خبر لكنّ. (62) (اللّه، ربكم، خالق) ثلاثة أخبار مرفوعة للمبتدأ ذلكم (لا) نافية للجنس (إلّا) للاستثناء (هو) ضمير في محلّ رفع بدل من الضمير المستتر في الخبر المقدّر أي لا إله موجود إلّا هو الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أنّى) اسم استفهام في محلّ نصب على الظرفيّة متعلّق بحال من النائب الفاعل في (تؤفكون). وجملة: (ذلكم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر رابع للمبتدأ (ذلكم). وجملة: (تؤفكون) لا محل لها جواب شرط مقدّر أي إذا كانت هذه صفات اللّه فأنّى تؤفكون... (63) (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يؤفك)، (الذين) موصول في محلّ رفع نائب الفاعل (بآيات) متعلّق ب (يجحدون). وجملة: (يؤفك الذين) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (يجحدون) في محل نصب خبر كانوا... البلاغة: 1- الاسناد المجازي: في قوله تعالى: (مُبْصِراً). فقد أسند الإبصار إلى النهار، مع أن الإبصار في الحقيقة لأهل النهار. وقرن الليل بالمفعول له، والنهار بالحال، لأن كل واحد منهما يؤدي مؤدى الآخر، ولأنه لو قيل لتبصروا فيه، فاتت الفصاحة التي في الاسناد المجازي، ولو قيل: ساكنا- والليل يجوز أن يوصف بالسكون على الحقيقة ألا ترى إلى قولهم، ليل ساج، وساكن لا ريح فيه- لم تتميز الحقيقة من المجاز. 2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) فقد كان السياق يقتضي أن يقول ولكن أكثرهم، فلا يتكرر ذكر الناس، ولكن في هذا التكرير تخصيص لكفران النعمة بهم، وأنهم هم الذين يكفرون فضل اللّه ولا يشكرونه، كقوله: (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). .إعراب الآيات (64- 65): {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (64) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (65)}.الإعراب: (اللّه الذي... بناء) مرّ إعراب نظيرها، الواو عاطفة في الموضعين وكذلك الفاء في الموضعين (من الطيّبات) متعلّق ب (رزقكم)، (ذلكم اللّه ربّكم) مرّ إعرابها. جملة: (اللّه الذي) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (جعل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي). وجملة: (صوّركم) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: (أحسن) لا محلّ لها معطوفة على جملة صوّركم. وجملة: (رزقكم) لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل. وجملة: (ذلكم اللّه) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تبارك اللّه) لا محلّ لها معطوفة على جملة ذلكم اللّه. (65)- (لا إله إلّا هو) مرّ إعرابها الفاء عاطفة لربط المسبب بالسبب (مخلصين) حال منصوبة من فاعل ادعوه (له) متعلّق بحال من (الدين)، وهو مفعول اسم الفاعل مخلصين (للّه) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد... وجملة: (هو الحيّ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لا إله إلّا هو) في محلّ رفع خبر ثان للمبتدأ (هو). وجملة: (ادعوه) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة. وجملة: (الحمد للّه) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (صوركم)، جمع صورة، اسم لشكل الإنسان وغيره أو هيئته، وزنه فعلة بضمّ فسكون. |